الدعاية والإعلان في عصر رعمسيس الثاني خلال حروبه مع الليبيين

الملخص

يُعد هذا البحث دراسة تاريخية تهدف إلى تحليل استراتيجيات الدعاية والإعلام التي استخدمها الفرعون رعمسيس الثاني (1279–1213 ق.م) في تعزيز شرعيته كحاكم عسكري قوي، مع التركيز على حروبه المزعومة ضد القبائل الليبية. تكمن أهمية الدراسة في كشفها للأساليب الدعائية التي وظفها رعمسيس الثاني لتوثيق انتصاراته وتضخيم صورته كقائد لا يُهزم، سواء عبر النقوش المعمارية أو النصوص الدينية والاحتفالات العامة. يستعرض البحث تأثير إنجازات والد رعمسيس الثاني، الفرعون سيتي الأول، الذي خاض حروبًا ناجحة ضد الليبيين وغيرهم، وكيف استغل رعمسيس هذه الإنجازات لتعزيز صورته. يُشير البحث إلى أن رعمسيس الثاني نسب انتصارات والده لنفسه، مستخدمًا النقوش والمنحوتات في المعابد مثل الكرنك وأبو سمبل، لتوثيق انتصاراته الوهمية على الليبيين، مما يعكس استراتيجيته في توظيف الفن والعمارة كأدوات دعائية. كما يسلط البحث الضوء على الأطر الدعائية التي اعتمدها رعمسيس الثاني، مثل استخدام الألقاب الملكية المبالغ فيها، وعرض الأسرى والغنائم في الاحتفالات العامة، ونشر الرعب النفسي بين الأعداء عبر الرسائل التهديدية. بالإضافة إلى ذلك، عمل رعمسيس على تعزيز صورته الإلهية من خلال تصويره كابن للإله رع، مدعيًا أن انتصاراته هي إرادة إلهية. يخلص البحث إلى أن رعمسيس الثاني نجح في توظيف الدعاية والإعلام لتعزيز شرعيته الداخلية والخارجية، مستغلًا الإرث العسكري والمعماري لوالده، مما جعله واحدًا من أكثر الفراعنة شهرة في التاريخ المصري. ومع ذلك، يشكك البحث في حقيقة بعض انتصاراته، مشيرًا إلى أنها قد تكون جزءًا من تقليد دعائي لتضخيم إنجازاته.